mooon مشرف عام
عدد الرسائل : 150 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 16/01/2008
| موضوع: عز نفســـــــــــــــــك الخميس فبراير 07, 2008 2:55 pm | |
| (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) هذا قول الله سبحانه في سورة النساء، ثم يقول في سورة الأعراف (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون).
هؤلاء بشر وأولئك بشر وكلاهما من بني آدم لكن كل فريق اختار طريقاً يمشيه ودرباً يسلكه أوصله الى ما حكاه لنا الله سبحانه.
فليس فخراً ان تكون انساناً وليس رفعة ان تكون ذكراً أو أنثى ، لكن الفخر والرفعة بالطريق الذي تختاره لنفسك فقد يكون البشر فوق الملائكة وقد يكون مع الانعام والعياذ بالله حتى ان الكافر يتمنى لو كان حيواناً ليصير تراباً (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً) التفاضل انما يكون بتوجهك انت وبالمكان الذي تضع نفسك فيه! وقديماً قالوا: المرء حيث يضع نفسه إن رفعها ارتفعت وإن وضعها اتضعت.
فالمؤمن الذي يصان دمه بل ويحرم ان يروّعه أحد بل حتى ان يشير اليه ولو بحديدة، هو نفسه الذي تقام عليه الحدود ويستوجب التعزير والتشهير والعقوبة فهو الذي يختار أي الطريقين شاء.
ومن قبل تساءل أبو العلاء المعري فقال: يد بخمس مئين عسجد وديت---ما بالها قطعت في ربع دينار؟
تناقض مالنا الا السكوت له وان نعوذ بمولانا من النار
يتساءل كيف ان هذه اليد التي ان تسبب في عطلها انسان كانت ديتها خمسمائة دينار ذهبية ( خمسون من الابل) نصف دية كاملة فهي غالية في نظر الشرع ومحافظ عليها بشكل كبير لكنها تقطع ان سرقت ربع دينار! وهو أقل مبلغ تقطع عليه يد السارق، فكيف تكون ديتها بهذه الضخامة ثم تقطع لهذا المبلغ الزهيد؟ فأجابه القاضي عبدالوهاب المالكي: لما كانت امينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت!
وأجابه الإمام السخاوي على أبياته: عزّ الأمانة أغلاها وأرخصها---ذل الخيانة فأفهم حكمة الباري
أي أن الامانة هي التي أغلتها والخيانة هي التي ارخصتها.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( كل الناس يغدو نفسه فمعتقها أو موبقها) أي ان من الناس من يشتري نفسه من النار ومنهم من يوبقها في النار لكن الجميع يغدو فإما لخير او لشر.
فمن أي الفريقين أنت؟ وهل حددت لقدمك موضعاً بين اهل التقوى أم مع حلفاء الشيطان؟
أنت من تحدد مكانك وانت من تختار تصنيفك (عز نفسك تجدها وإن تهنها تهان). | |
|